29 - 06 - 2024

كلام والسلام | عن .. الحمير

كلام والسلام | عن .. الحمير

كان حمار بوريدان جائعا عطشانا , وكان يقف على مسافة واحدة من دلو الماء وكومة الطعام , لكنه لم يعرف الى أى طريق يسير . وظل المسكين مترددا ودون قدرة على اتخاذ القرار .

 لقد تفلسف الحمار , فمات جوعا ! 

وأحد الأمثال التي جاءت لتجسد السلبية عند أغلب الناس , مقولة لحمار جحا صارت بينهم مثلا : أربط الحمار مطرح مايعوز  صاحبه !

 أما الطبيب توما فى حمار الحكيم , فقد ورث المهنة عن أبيه , الذى كان حكيما ماهرا ، ولم يكن الإبن فى مهارة أبيه ، ولكنه أحتفظ بلقب الحكيم , رغم جهله وقلة علمه ، لدرجة أن حماره ثار عليه ، وطالب بأن يركبه , لا أن يكون مركوبا .

قائلا : لو أنصف الدهر كنت أركب ,

فأنا جاهل بسيط , وراكبى جاهل مركب !

وحكى جورج اورويل فى مزرعة الحيوانات , عن حمار عجوز حكيم يدعى بنيامين , لا يظهر سوى القليل من العواطف , ولكنه بقى حيا للنهاية . وطوال القصة كانت باقى الحيوانات تسأله عن أمتناعه عن إبداء رأيه , وكان يجيب دوما : الحمير تعمر طويلا !

وفى مسرحية ظل الحمار لدورينمات .. تدور القصة عن شجار نشأ بين طبيب الأسنان , الذى أراد الذهاب لبلدة أخرى ، فأستأجر حمارا يعينه على مشقة السفر , وفى الطريق ومن شدة التعب , أراد أن يستظل بظل الحمار الذى أستأجره , فأحتج تاجر الحمير طالبا منه مضاعفة الأجر , نتيجة استظلاله بظل الحمار , ونشأ الخلاف وتعمق , مما أدى الى اللجوء الى القضاء , وتحول الأمر كله لقضية تشغل كل الناس .. دون حل!
-------------------------
بقلم : خالد حمزة

  

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | عن .. الحمير





اعلان